عربٌ بدوٌ ملثمون

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
08/12/2009 06:00 AM
GMT



عند ذنائِبِ الأنهار، بأبي الخصيب
في المفاوز التي ُيعرِّفها الترابُ
ويفتحُها اللصوصُ مرتين كلَّ عام
هناك ..،
حيثُ تشحُّ النجومُ كثيرا ..
وتندرسُ الشمس .
يَجيءُ عربٌ مُلثمون 
ليسوا من نَخْلِنا ،
ولم يركبوا ماءَنا في الأعالي
بائعُو صحارى ، وأنصافُ فلاحين
من خرائبِ السِّككِ الحديدِ جاءوا
ومن الأُفُقِ الميِّتِ ....
عرباتُ خشبٍ كانت تدفعُهم 
أصابعُ هنودٍ على مقابِضِها..
دُهنُ وزفرُ الحربِ الأولى
في الفراملِ الهالكة .

أقنومٌ من الأمكنةِ والمسافات
وخناجرُ لا تُحصى في أفئِدتِهم .
معَ الريحِ التي ظلَّت تهبُّ البارحة َ 
كانت أسماؤهُم ترنُّ في التراب
مثلُ حوافرِ خيلٍ مبعثرة .
ولمَّا تلتئمُ الفواختُ أجنحة ً
بينَ العراجين  ..   
صارتْ لأعمدة ِالقصبِ فروجٌ ونهايات  
وقفوا، يُطلّونَ منها
العربُ البدوُ الملثمون ...
أقاموا ساعةً من النّهار،
وقبلَ امتلاءِ الزنابيلِ بالتمرِ رحلوا ..
ُمتَعجّلٌ، شَرِبَ الليلُ  زيتَ فوانيسِهم
وحيثُما كانَ الحصى بارداً
كانت السماءُ خلفهم .
 
عن كيكا